تُعرف جزيرة تيدوري، الواقعة في أرخبيل الملوك (مالوكو) بإندونيسيا، في الماضي باسم "كيه تيدوري دوكو"، والتي تعني "الجزيرة البركانية"، وذلك بسبب طبيعـتها الجغرافية التي تتميّز بوجود جبل بركاني يُعرف باسم جبل "ماريجانج"، ويُعدّ الأعلى في أرخبيل الملوك، وإن لم يعد نشطًا في الوقت الحاضر.
أما اسم "تيدوري" نفسه، فيحمل قصة مثيرة تعكس التداخل الثقافي والتاريخي بين شعوب الأرخبيل وتأثير الوافدين العرب في العصور القديمة. ويُعتقد أن الاسم هو نتيجة دمج بين كلمتين من لغتين مختلفتين: كلمة "توري أدو" بلغة تيدوري المحلية، والتي تعني "لقد وصلت"، وعبارة "أنتَ تَحضُر" أو "أنتَ أتيت" (أنتَ تحضر - anta thadore) باللهجة العربية العراقية.
تعود هذه التسمية إلى حادثة تاريخية وقعت في عام يُقدَّر بـ 846 ميلادية، حين وصلت بعثة من الخلافة العباسية بقيادة ابن خرداذبة إلى جزيرة تيدوري. وكانت الجزيرة حينها تعاني من نزاعات داخلية بين الزعماء المحليين المعروفين باسم "المومولي"، بسبب الصراعات على الحدود القبلية.
حاول شيخ يُدعى يعقوب، وكان أحد أعضاء البعثة، التدخل للوساطة بين الأطراف المتنازعة من خلال ترتيب لقاء يُعرف باسم "توغوريبو" عُقد عند صخرة كبيرة على سفح جبل ماريجانج. وقد اتفق المومولي على أن من يصل أولًا إلى موقع الاجتماع سيكون هو الفائز ومن سيتولى رئاسة اللقاء.
وبالفعل، بدأ كل زعيم بالصعود إلى مكان الاجتماع، وكل منهم كان يصرخ بعبارة "توري أدو" ليُثبت أنه وصل أولًا. لكن المفارقة أن عدداً منهم وصل في نفس الوقت، مما أدى إلى حالة من عدم الاتفاق حول من يحق له القيادة.
وفي هذه الأثناء، وصل الشيخ يعقوب إلى مكان الاجتماع، وقال بلهجته العربية العراقية: "أنتَ تحضر" (anta thadore). ونتيجة لتساوي الجميع في الوقت والوصول، تم تعيين الشيخ يعقوب كقائد للقاء، ومنذ ذلك الحين، اندمجت العبارتان "توري أدو" و"أنتَ تحضر" في كلمة واحدة أصبحت تُنطق بـ "تيدوري".
وهكذا، تحوّل الاسم القديم "كيه دوكو" إلى "تيدوري"، الذي أصبح لاحقًا اسمًا لإحدى أعظم الممالك في شرق إندونيسيا، حاملة معها تراثًا من التسامح والتلاقي بين الثقافات.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar